Additionally, paste this code immediately after the opening tag:

رياض الصالحين (النسخة الكاملة * مشكلة وملونة)‎

كتاب رياض الصالحين ماذكره المؤلف في مقدمته: فقد قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إ...

Free

Store review

كتاب رياض الصالحين
ماذكره المؤلف في مقدمته:
فقد قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ‏}‏ وهذا تصريح بأنهم خلقوا للعبادة، فحق عليهم الاعتناء بما خلقوا له والإعراض عن حظوظ الدنيا بالزَّهادة، فإنها دار نفادٍ لا محل إخلادٍ، ومركب عبور لا منزل حبور، ومشروع انفصام لا موطن دوام‏؛ فلهذا: كان الأيقاظ من أهلها هم العباد، وأعقل الناس فيها هُمُ الزُّهَّاد‏.‏ قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ حَتَّىٰ إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ ۚ كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}‏
والآيات في هذا المعنى كثيرة ولقد أحسن القائل‏:‏
إن لله عبادًا فُطــنا ** طَلَّقُوا الدُّنْيَا وخَافُوا الفِتَنَـا
نَظَرُوا فِيهَا فَلَمَّا عَلِمُوا ** أنها ليْسَت لحيٍّ وطَنَــا
جعلوها لُجّةً واتَّخـذُوا **   صَالِحَ الأعْمَالِ فِيها سُفُنَـا
فإذا كان حالها ما وصفته، وحالنا وما خلقنا له ما قدمته، فحق على المكلف أن يذهب بنفسه مذهب الأخيار، ويسلك مسلك أُولي النهى والأبصار، ويتأهب لما أشرت إليه، ويهتم بما نبهت عليه‏.‏ أصوب طريق له في ذلك، وأشد ما يسلكه من المسالك‏:‏ التأدب بما صح عن نبيناً سيد الأولين والآخرين، وأكرم السابقين واللاحقين، صلوات الله وسلامه عليه وعلى سائر النبين.
 وقد قال الله تعالى‏:‏‏{‏وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ}‏ ‏‏ .
وقد صح عن رسول الله ﷺ أنه قال‏:‏ ‏
1- (‏واللهُ في عَوْنِ العَبْدِ مَا كانَ العَبْدُ في عَوْنِ أخِيه).‏
2-وأنه قال (مَنْ دَلَّ على خَيرٍ.. فَلَهُ مِثْلُ فَاعِلِه).
3- وأنه قال‏ ﷺ:‏‏(مَنْ دَعَا إلى هُدى.. كان لَه مِنَ الأجرِ مِثْلُ أجُورِ مَنْ تَبِعَهُ، لا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيئاً)‏
4- وأنه ﷺ قال لعلى رضي الله عنه‏:‏ (فَوَ اللهِ ؛ لأن يَهْدِى الله بِكَ رَجُلاً وَاحِداً خَيْرٌ لَكَ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ)‏‏.‏
فرأيت أن أجمع مختصراً من الأحاديث الصحيحة، مشتملاً على ما يكون طريقاً لصاحبه إلى الآخرة، ومحصلاً لآدابه الباطنة والظاهرة، جامعاً للترغيب والترهيب وسائر أنواع آداب السالكين‏:‏ من أحاديث الزهد، ورياضات النفوس، وتهذيب الأخلاق، وطهارات القلوب وعلاجها، وصيانة الجوارح وإزالة اعوجاجها، وغير ذلك من مقاصد العارفين‏.‏
وألتزم فيه ألا أذكر إلا حديثاً صحيحاً من الواضحات، مضافاً إلى الكتب الصحيحة المشهورات، وأصدر الأبواب من القرآن العزيز بآيات كريمات، وأوشح ما يحتاج إلى ضبط أو شرح معنى خفى بنفائس من التنبيهات‏.‏ وإذا قلت في آخر حديث‏:‏ متفق عليه، فمعناه‏:‏ رواه البخاري ومسلم‏.‏
وأرجو إن تم هذا الكتاب أن يكون سائقاً للمُعتَنِي به إلى الخيرات، حاجزاً له عن أنواع القبائح والمهلكات‏،‏ وأنا سائل أخاً انتفع بشئ منه أن يدعو لي، ولوالدى، ومشايخي، وسائر أحبابنا، والمسلمين أجمعين.
وعلى الله الكريم اعتمادي، وإليه تفويضي واستنادي، وحسبي الله ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم‏.‏

Last update

Feb. 25, 2021

Read more